الاثنين، 7 فبراير 2011

ملاك يهبط فوق الكعبة

تحقيق : أحمد بشير
منذ فترة ليست ببعيدة انتشر مقطع فيديو على الكثير من مواقع الانترنت ومنها الموقع الشهير يوتيوب ، يوضح المقطع جسماً منيراً يهبط على سقف الكعبة المشرفة في الحرم المكي ويزعم بأنه ملاك كما يشير عنوانه، هذا الفيديو يشبه على نحو ما ما ظهر في مقطع آخر انتشر منذ أيام قليلة ويظهر فيه جسم أبيض يحلق فوق قبة الصخرة في القدس (يجري التحقيق حالياً في مقاطع فيديو أخرى) ، المشترك بينهما أنهما يطيران ويقتربان من أماكن عبادة مقدسة ولا نعلم إن كنا سنرى في المستقبل أيضاً فيديو آخر قد يظهر في المسجد النبوي الشريف لتكتمل جملة الأماكن المقدسة لدى المسلمين.

ما لبث أن انتشر خبر فيديو الملاك سريعاً في المنتديات الإلكترونية العربية (وما أكثرها) دون تحقيق كالعادة، ولما كان التحقيق في الأدلة المصورة أحد أهداف موقع ما وراء الطبيعة للكشف عن الزيف فيها أو لوضع فرضيات التفسيرفي حال عدم التوصل إلى نتيجة بشأنها قمنا بوضع تحليل للفيديو الذي نتمنى مشاهدته أولاً :

شاهد المقطع


التحليل
يعتمد التحليل على مبدأين في التحقق هما علمي مبني على التقنية المستخدمة في صنع المشهد ومنطقي مبني على إمكانية تحققه في ظل الظروف الطبيعية.

1- التحليل العلمي
إن مصمم المقطع (إن شئنا أن نسميه كذلك على فرض أنه تم صناعته) اعتمد على الدمج بين مقاطع الفيديو وصور جاهزة واستخدام الفلاتر والترانزيشين ( النواقل ) و المؤثرات البصرية من أجل الربط بينهما وانتاج مقطع متكامل وحتى نزيل الغموض سوف نقوم بتوضيح بعض الكلمات التي ورد ذكرها:

الفلاتر : هي عبارة نوع من المؤثرات يتم اضافتها للمقطع من اجل تغير نوعيته وجودته و استخدمت كأول مرة في الانتاج عندما حاول بعض المنتجين أضافة طابع الأفلام القديمة ( المعروفة باللون الغامق ) ، الافلام الحديثة التي تتناول قصص الماضي وتطور الأمر الى استخدامها في تغيير جودة المقطع حتى يصعب على أي محترف تمييز الفترة التي انتج فيها سواء أكانت قبل 100 سنة أو قبل سنتين .

الترانزيشين (النواقل) : وهي تقنية ابتكرها محترفو الانتاج , و نادراً ما نشاهدها لانه تتم بسرعة بحيث لا تتمكن العين المجردة من تمييزها، وتتناول هذه التقنية نقل المقطع من حالة الى حالة او عند انتهاءالمقطع تقوم باظهار المقطع المتتابع لاظهار مقطع كامل من دون أن يحس المشاهد . وقمت بعمل مثال للنواقل ولكن قمت باستخدام السرعة البطيئة حتى يتسنى لك عزيزي القارئ من الاحساس بعمل الناقل .

المؤثرات : و هي تقنيات كانت تستخدم من أجل نقل جو المقطع للمشاهدة ، فيستطيع المشاهد الاندماج مع المقطع .

بعد أن أطلعنا على الاساليب المستخدمة في الانتاج نستطيع الان فهم ديناميكية عمل المصمم للمقطع بالاضافة الى معرفة اماكن الاخطاء التي تتم عن طريقها الفبركة و التزوير .

- الخطا الاول : أول 18 ثانية من المقطع تعتمد على إظهار مقطع يتضمن زوايا و صور عشوائية غير محددة , و غير مركزة على اظهار الجسم .

- الخطا الثاني : الوقت المحدد من ( 0:21 - 0:24 )
من وجهة نظري أعتبر هذا الخطأ كافياً لإثبات زيفه لأن استخدام الناقل كان واضحاً حيث قام المصمم باظهار المقطع متحركاً ثم قام باستخدام الناقل مع استخدام فلتر ضوئي ثم قام بعدهما بأظهار صورة ثابتة غير متحركة ( لانها ليست مقطع ) وقام بوضعها، وبالطبع قام بتجهيز هذه الصورة التي تظهر الملاك فوق الكعبة ( سوف نقوم بمناقشة الصورة لاحقاً ) ،  كان من المفروض عدم استخدام الناقل و اظهار الملاك وهو ينزل وعدم استخدام صورة ثابتة تبين لحظة نزول الملاك .

- الخطا الثالث : أيضا اعتبره الخطأ القاتل وبصراحة إن دل على شئ فقد يدل على عدم التركيز من المصمم أثناء عمله ، يظهر الفيديو في اللحظة 45 أن هناك رجلاً التفت فجاة ليشاهد الجسم . ولكن للأسف هناك 3 عيوب :

1 - العيب الاول : يستحيل على المرء مشاهدة الجسم وهو بهذه الوضعية فزوايا السقوط والارتفاع للناظر لا تستطيع تغطية هذه المسافة ، لنتخيل عزيزي القارئ انك اردت مشاهدة طائرة ماذا سوف تفعل ؟ نعم بالضبط كهذه الصورة ، فمن المستحيل علمياً و عملياً مشاهدة الجسم من هذه الوضعية .

2 - عندما ادار الشخص وجهة فجاة لم يكن الجسم قد ظهر وإنما ظهر بعد ذلك بفترة معينة . فكيف عرف بظهور الجسم ؟
3 - العيب الثالث : ظهور الجسم من عدم . لاحظ في الفيديو .. بعد تحليل Frames اتضح لي ظهور الجسم من عدم و عدم وجود بعد تنازلي لظهور الجسم . و التفسير الوحيد لظهور الجسم من عدم هو بسبب ادخال الجسم على المقطع .

الخطأ الرابع : هو استخدام التقنية التي سبق ذكرها وهي تقنية استخدام ناقل مفلتر بطريقة معينة في الوقت المعين من 1:36 - 1:39 و بنفس الاسلوب يكون المقطع يعمل بطريقة طبيعية من ثم يظهر الناقل لتظهر الصورة المفبركة "ترى لماذا لايكون ظهور الكائن على الكعبة بطريقة طبيعية مثل المقطع الذي يسبقه بثواني ..؟؟"
الخطأ الخامس : الخطأ الذي اعتبره الخطأ المغرق و من خلالها نستطيع القول بأن هذا الفيديو مفبرك فعلاً .



ماهو الفرق بين الصورتين عزيزي القارئ ...؟؟

1 - الاحرام الموجود على الكعبة لم يكن موجودا قبل النزول .
2 - ملاحظة ضوء و نور اخضر لم يكن موجودا قبل النزول .
3 - هناك ثلاثة انوار لم تكن موجودة أيضاً .

2- التحليل المنطقي
منطقية عمل المقطع قد تبدو لاي شخص عادية ، ولكن تبدو غريبة بعض الشئ لمحترفي الفيديو فالمقطع لم يكن طبيعياً كالمقاطع التي نشاهدها بالعادة التي بالاضافة الى اختلاف ترتيب الاحداث في كثير من الاوقات .

- الزاوية التي كان يشاهد من خلالها المصور من الصعب على اي شخص النظر من خلالها الى هكذا ارتفاع ، وظهور الجسم كان موازي لارتفاع المنارة . و نلاحظ من خلال الصورة الزوايا المتاحة للمشاهدة :





رأي عالم في الأزهر الشريف
يؤكد عالم بالأزهر الشريف أنه على الرغم من تجسد الملائكة في هيئة بشر، فإنه لا يمكن رؤيتهم ظاهرياً لأن الرؤيا تكون باطنية بالقلب عن طريق العمل الصالح والتخلق بالمكارم والمحاسن. وفي معرض تعليقه على الفيديو، قال عبد المعطي بيومي - عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر-: إن الملائكة لا تُرى ولكن الناس يرون حقيقتها نوراً في أنفسهم، وبالتالي لا يمكن تصويرهم.

وأوضح بيومي في تصريح خاص لـ mbc.net أنه هناك فرق بين تنزل الملائكة وهو مذكور في القرآن والسنة وبين رؤية الملائكة، فالملائكة تتنزل على قلب الإنسان لتملأه بالسكينة والطمأنينة أو تتنزل لتساعد في الشدائد والتثبيت والمعاونة والتأييد. كما أن هناك ملائكة لكتابة الحسنات والسيئات وتسجيل حال العباد، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون". رواه البخاري ومسلم.

ولفت بيومي -عميد كلية أصول الدين السابق بالأزهر- إلى أن الملائكة قد يتجسدون في أشكال رفيعة وسامية أو على هيئة بشر. وقال إن سيدنا جبريل عليه السلام كان يتجسد -وفق بعض الراويات في الحديث- على هيئة رجل يسمي "دحية الكلبي" وكان رجلا وضيئاً طاهراً. ويختتم عبد المعطي بيومي قوله بتأكيد على أن السبيل إلى رؤية الملائكة يكون بالقلب أي بباطن الإنسان وليس بالرؤية الحقيقة، وينصح بعدم الانسياق وراء مثل هذه الفيديوهات التي تسوق لرؤية الملائكة ظاهريا،ً ولكن الرؤيا الباطنية للملائكة تتمثل في العمل الصالح واكتساب الأخلاق التي تنقي القلب من الشوائب التي تطمس على القلوب والعقول.

تعقيب كمال غزال
لا شك أن الفيديو المذكور من جملة الادلة المزيفة العديدة التي يحفل بها عالم الإنترنت في ظل سهولة استخدام أدوات معالجة الصور ولقطات الفيديو المنفذة على الحاسب، وعلى الرغم من سهولة الكشف عن زيف بعض مقاطع الفيديو يبقى الكشف عن تزييف الصور أصعب نسبياً إن لم يكن للصورة قصة موثقة بالمكان والتاريخ وشهود العيان، أعتقد أنه علينا عدم تصديق أي مقطع مصور إلا بعد معرفة قصته وهوية مصوره والكثير من المعلومات الأخرى فربما يأتي وقت قريب يصعب فيه تصديق ما نراه حتى لو حاول خبراء التصوير تحليله بصرياً وتقنياً، وفي تحليل الدوافع التي جعلت صانع تلك الخدع يقوم بما قام يمكن أن يكون وسيلة رخيصة جداً للدعوة الدينية  ، فالدعوة يجب أن تكون صادقة وغير كاذبة ليكون لها تأثير أياً كان الدين الذي تمثله - إقرأ تفاصيل تلك الأهداف هنا.

نبذة عن أحمد بشير
منذ صغره كان أحمد بشير متابع للماورائيات وعاشقاً لكل ما هو غير معروف و شغوفاً بالوصول لحل مثل هذه الالغاز، اطلع على معظم المصادر العربية والأجنبية التاريخية المتعلقة في ظهور الاطباق الطائرة ودرس ظاهرة اليوفو لمدة 6 أشهر في أحد المعاهد، ومع أن أحمد بشير ما زال طالباً جامعياً يدرس طب الفم والأسنان إلا أنه يملك العديد من الخبرات بالمقارنة مع صغر سنه ( 21 سنة) نذكرها كما يلي :

عضو في
- عضو في فريق خبراء موقع ما وراء الطبيعة .
- عضو في موقع الفيزيائين العرب .
- عضو في فريق UFO Inv.Team
- عضو في فريق Search for Fact Team وهو فريق يبحث في الظواهر الماروائية .

مشاركته في الندوات والمؤتمرات
- ندوة مثلث برمودا - العراق - 2006
-11 مؤتمراً غير رسمياً و مؤتمراً أوروبيا واحداً فعلية و الكترونية على شبكة الانترنت .
- ندوات علمية متنوعة في علوم الفيزياء .

آخر نشاطاته
- بدء الإعداد لكتاب يخص كل ما يعرفه عن مثلث برمودا .
- خبير معتمد لدى موقع ما وراء الطبيعة ParanormalArabia.com فيما يخص ظواهر اليوفو.

إقرأ أيضاً ...
- يوفو فوق قبة الصخرة
- مثالان لتفسير ظهور الأشباح في الصور
- فيديو شابلن المحير
- أجسام طائرة مجهولة في بابل الأثرية

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .