الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

فيديو شبح أربيل

تحقيق : كمال غزال
في 9 مارس من عام 2009 التقط "ديلغاش" (26 سنة) هاتفه الخليوي المزود بكاميرا وهو طالب جامعي يدرس في كلية التربية-قسم علم النفس وبدأ يسجل فيديو من نافذة منزله الكائن في مدينة أربيل في شمال العراق (إقليم كردستان)، حدث ذلك في وضح النهار حيث تطل نافذة المنزل على عدد من الأشجار وبقعة من المياه وكانت الرياح تعصف بقوة مما أدى إلى تمايل أغصان الأشجار.


ولدى إعادة تشغيل الفيديو المذكور لاحظ "ديلغاش" تحرك جسم غريب غائب الملامح وفاتح اللون عند الجانب الأيمن من المشهد ، فقام بإرساله إلي مشكوراً بهدف تحليله ودراسته. نشرت الفيديو على اليوتيوب ويمكنك تشغيله من هنا:


تحليل الفيديو
استلمت الفيديو الذي تبلغ مدته 8 ثوان ، وقسمته إلى سلسلة من اللقطات Frames Sequence ، وللأسف كان الفيديو منخفض الدقة بشكل كبير وبصيغة ملف 3gp ، وبأبعاد 176x144 بيكسل ، وهو يناسب عادة قدرات هاتف خليوي بذاكرة منخفضة، وفيما يلي نتائج تحليل اللقطات:

1- حركة جسم غامض
مع أن الصور ينقصها الكثير من التفاصيل وبالكاد كان الجسم ملاحظاً إلا أنني درست مسار حركته بين اللقطات وطبقت وسائل المعالجة الرقمية على اللقطات كجعل الصور سلبية Negative أو تعديل التباين اللوني والإضاءة ولكن لم تفلح تلك الوسائل في كشف هوية ذلك الجسم. المسار الذي سلكه الجسم كان من اليسار إلى اليمين وهو يتفق مع إتجاه حركة الرياح الملاحظة من تمايل الأشجار، أي أن حركة الجسم الذي يأخذ شكلاً عمودياً لم تكن ذاتية ولكنها بسبب الرياح والأرجح أن تكون تراباً منثوراً أو دوامة صغيرة منها. (أنظر الصورة : يمكنك تكبيرها عبر الضغط عليها)
تحليل لقطات فيديو : شبح أربيل

2- حركة في المياه وجوارها
في اللقطات التالية لاحظت حركة ذلك جسم آخر في جوار المياه وعليها وتبدو في الفيديو كأنها خيال شيء ما يتجه نحو الماء ، ولكن بعد التدقيق وجدت أنه مجرد إنعكاس صورة الشجرة التي كانت تهتز بفعل الرياح على صفحة الماء.
3- شكل شخص
في اللقطات الأخيرة وعندما قام "ديلغاش" بتكبير المشهد ZOOM IN ظهرت ملامح شخص بأطراف في تفاصيل الشجرة. ولكنني تأكدت أنها فراغات بين الأغصان تشكلت لحظياً بفعل إهتزازها وكونت نموذجاً عشوائي ، نحن البشر نميل بشكل غريزي لتفسير الأشكال والنماذج العشوائية التي نراها في فنجان القهوة أو أشكال الغيوم وغيرها إلى ما يتفق مع ما نريد أن نراه من صور الوجوه والأشكال البشرية التي تعني لنا الكثير نفسياً (إقرأ عن الباريدوليا في التفسيرات العلمية لظاهرة الأشباح). فعندما ننظر في صحن أبيض وعليه قطعتين من البيض المقلي (كالعينين) وقطعة من اللحم هوت دوغ (منحنية وتشبه شكل الفم) لا يمكن لنا أن نبعد بسهولة عن أهننا فكرة "الوجه"حتى مع علمنا المسبق بأنها مجرد قطعتين من البيض وقطعة ثالثة من الهوت دوغ. وهذا ما يحدث بالضبط عندما يرى البعض شكل السيدة العذراء في غيوم السماء أو صورة المسيح في محمصة الخبز أو كلمة "الله" على شهد العسل وهكذا ، فكل يفسرها بحسب معتقده أو قد يعتبرها معجزات إلهية.

الصورة منخفضة الجودة قد تخدع
نتذكر هنا قصة الوجه على سطح المريخ والتي فسرت على أنها آثار حضارة ذكية وقديمة نحتت على سطحه صورة لتذكر الحضارات الأخرى الآتية لزيارة الكوكب إلا أن تلك الصورة التقطتها مركباتنا الفضائية عن بعد ولكن لدى الحصول على صور أكثر دقة وأقرب تبين أن ذلك الوجه لا يعدو كونه تلة لا يظهر عليها ملامح وجه كما الصورة السابقة وهنا لعب الضوء وإنعاكاساته دوراً في تفسيرنا للصور، الصور المنخفضة الدقة قد تخدعنا ولا ننس أن الصورة المسجلة على كاميرا الهاتف الخليوي تخضع لعمليات تشفير لضغط الصور وبالتالي تفقد الكثير من دقتها ولدى تكبيرها قليلاً نحصل تظهر التشوهات جلياً في خلايا الصورة الملونة (تتألف في الصورة الرقمية من عدد من البيكسلات Pixels أو نقاط ضوئية مربعة الشكل )، أي أن الصورة لبعد الضغط لن تكون نفس الصورة التي التقطتها عدسة الكاميرا ولكن جرى عليها عمليات حسابية عديدة لإنقاص حجمها في ذاكرة الهاتف أو الكاميرا ولكن على حساب جودة الصورة ، ويملأ المعالج الصغري في الكاميرا الرقمية أو الهاتف الخلايا الناقصة بألوان قريبة من ألوان الخلايا التي سيتم الإحتفاظ بها.

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .