تحليل : د. سليمان المدني |
إن من تتبع تجربة الأخ نواف من السعودية يلاحظ أنه كان يمتلك شفافية روحية فطرية بدأت معه منذ الطفولة.
فها هو يؤكد ذلك دون علم بالمسميات الروحية لحالته آنذاك حيث يقول : " منذ صغري كانت تأتيني أحلام أرى فيها نفسي في مكان ما ووقت من النهار أو الليل وأكون مرتدياً ثياباً معينة ومن ثم أرى أمراً يحدث أمامي ، وبعدها بفترة قصيرة أرى نفس الأمر يحدث على أرض الواقع حيث أشعر بأنني رأيت تفاصيل هذا الحدث في مكان ما وحينما أستجمع أفكاري أجده في رؤى الحلم الذي سبقه ، كانت تلك الأحلام تتحقق بنفس التفاصيل والأشخاص والملابس والأحاديث التي كنا نتكلم فيها ، بدأت هذه الأحلام منذ أن كنت في الصف الرابع أو الخامس الإبتدائي" .
كما يتابع بقوله: " في إحدى المرات كنت في مزرعتنا التي تبعد عن منطقة الرياض بمسافة ليست ببعيدة ومزرعتنا ولله الحمد واسعة جداً وتكثر فيها أشجار النخيل والخيل والإبل ، كنت أتمشى لوحدي في جزء من أجزاء المزرعة في الليل وكنت أسمع شخص ينادي باسمي بصوت ذكوري وينادي لمرة واحده فقط فالتفت إلى الخلف فلم أر شيئاً ، لكنني لم أشعر بذعر كبير بسبب قناعتي : " إذا لم أتسبب بأذى لأحد ما فهو لن يضرني ، لكن هذه الحادثة تكررت معي أيضاً في أماكن عدة في باريس ولوغانو وفي الرياض وبعض الأحيان أتمشى لوحدي وأشعر بأن هنالك فعلاً شخص يمشي خلفي حيث كنت أسمع خطواته وعندما ألتفت لأراه لا أعثر عليه كالعادة ، وفي إحدى المرات شعرت بخوف شديد جعلني أركض هرباً، حدث ذلك عندما أمشي في الحي في منتصف الليل في فصل الشتاء الفائت حيث سمعت خطوات أقدام خلفي فالتفت ولم أر شيئاً فـحاولت أن أسرع في خطاي فأصبحت أسمع شخص يناديني بصوت خفيف أو يهمس باسمي ويقول: " نواف.. نواف ...لا تخف " ، لست أعلم هل هذا صوت العقل الباطن أم الضمير أم حديث النفس ؟ ! "
ومن المعروف أن الشفافية الروحية الفطرية تؤهل الإنسان لمعايشة بعض هذه الحالات أو جلها وبدرجات متفاوتة، حيث يمكن للشخص أن يحس أو يسمع أو يرى ما لاقدرة للآخرين عليه أما أحداث المخيم فقد أهلته شفافيته الروحية لمعايشة تلك الأحداث.
وإذا ما استعرضنا الجو العام لتلك الرحلة الموحشة بشكل ما فإننا نلاحظ استعداداً روحياً جماعياً لمعايشة تلك الرؤى خاصة أن الجميع كانوا عارفين بقرارة أنفسهم أنهم بمنطقة مشبوهة بتلك الرؤى، حيث يصف المنطقة بقوله: (وللعلم الشعيب منطقة شبه منخفضة وتكون مجرى للمياه وبها أشجار لكنها تعتبر من أخطر الأماكن في الليل خاصة أنها ملأى بجحور الأفاعي ويقال أنها مسكن للجن .
وذلك ما يؤكد الاستعداد النفسي الجماعي لحدوث شيء ما غير مألوف.
أصحاب الظلال السوداء
أما عن المشاهدة الأولى فيقول : " في الحقيقة ونحن ننظر إلى الشعيب والسماء كنت ألاحظ شيئاً غريباً وسط الأشجار في وسط الوادي كانت أشبه بخيالات سوداء تتحرك بسرعة بين الشجيرات التي تشتهر بها عادة منطقة نجد فقلت بصوت خفيف ولكنه مسموع : " بسم الله الرحمن الرحيم "، فقال صديقي فيصل :" إنت يا نواف تشوف إللي أنا أشوفه ؟! "، فقلت له :" وأنت وش تشوف ؟ "، فقال : " أنا أشوف ظلال سودا تتراكض بين الشجر ! " ، فلازمني الصمت فأضاف فيصل :" بسم الله الرحمن الرحيم " ، فقلت لأصحابي دعونا نعود إلى المخيم ولم أكد أنهي كلامي حتى سمعت صراخاً بين الأشجار وظلاً أسود كبير الحجم يركض أمامنا واتجاهنا فـهربنا أنا وأصحابي إلى الخيمة فدخلت إلى الخيمة ولم أتفوه سوى بـ : " يلا يا شباب.. مشينا ". تفاجأ الشباب من تغير لوني والتوتر الذي بدا علي وتوتر صاحبيي فأصبحوآ يتساءلون عن أمرنا فلم أجبهم إطلاقاً بأي شيء بل قلت بالحرف الواحد : " خلونا نطلع الله يرحم لي أهلكم ".
ومن هذا الوصف نستنتج أن مارآه مع زميله هو ظلال سوداء مبهمة المعالم، ولا يمكن الجزم بأنهم من الجن، والظلال السوداء ظاهرة يكثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة وإن كان المختصون لا يجزمون بمعرفة هويتها ولا مصدرها حتى الآن.
وقد نشر موقع ما وراء الطبيعة مقالين حول الموضوع يمكن العودة إليهما، وسأبذل جهدي المتواضع لنشر مقال حول حقيقة تلك الكائنات ولكن المهم أنها ليست من الجن.
لكن الشفافية الروحية عند البعض، والعدوى الأثيرية والعقل الجمعي يساعد من لا يمتلك تلك الشفافية على الرؤيا مثل الآخرين مما يعني أن من يمتلك تلك الموهبة يكون مؤهلاً لرؤية أية كائنات أو سماع أي أصوات مجهولة المصدر كالجن وغيره.
الأشباح
يتابع السيد نواف صاحب التجربة رؤاه فيقول: " وهكذا انطلقنا بسيارتين وكان معي في سيارتي 4 اشخاص فقط بينهم صديقي المتدين فيما كان الباقي في السيارة الأخرى، كنت متوتراً وقلقلاً خلال عبورنا للطريق الصحراوي ولكن خف توتري عندما وصلت للطريق المعبد (الممهد بالإسفلت) لكننا ما نزال داخل المحمية أو المنتزه ولم نصل إلى البوابة المهجورة ، وكان أصحابي الذين معي يسألوني :" ماذا بكم ؟! ماذا رأيتم ؟! فـأخبرتهم بما رأينا فاستغربوا الأمر وقال أحدهم إن المنطقة التي نحن بها موحشة أصلاً وليس بها أحد وقريبة جداً من الوادي وهنا صمت الجميع . وهكذا وصلنا إلى البوابة الأولى "المهجورة" ، و كانت هناك مطبات اصطناعية وعندما صعدت بسيارتي على المطب الاصطناعي كنت لا أرى أحد في الطريق سوى أنوار سيارتي ولوحة مرورية لعدم تجاوز السرعة عن حد 70 كم ، عندما تعديت المطب الاصطناعي الأول تفاجأت برؤية رجل يرتدي ثوباً أبيض قديم ونظارة شمسية سوداء وشماغ وعقال وكان يقف تحت لوحة المرور ، ويؤشر لي بيديه لعلي أقف له، وفي هذه اللحظة لم أتمالك نفسي فصرخت بأعلى صوتي وأنا أدوس المسرع بأقصى سرعة للهرب فرأيت الرجل يريد يضرب سيارتي بعصا كان يحملها وتركت أصحابي الذين بسيارة أخرى خلفي فرأوا بدورهم هذا الرجل ولكنهم رأوه بيد مقطوعة وبثوب شتوي قديم ويحمل عصا وحدث معهم أمراً غريب وهو أنه عندما رأوه أصبحت السيارة بها خلل لدرجة أن السائق لا يستطيع أن يغير علبة التروس المعشقة (الغيار) إلا بعد عدة محاولات علماً بأن سيارتهم لم يمض عليها أكثر من 4 اشهر ، بعدها حاولوا أن يضعوا راديو السيارة على تردد إذاعة القران الكريم ولكن لم يستقبلوا الإشارة ثم حاولوا مع إذاعة أخرى واضحة للقرآن الكريم وكنت أصرخ في وجه صاحبي المتدين الذي معي في سيارتي: " هل رأيت الذي رأيته ؟ " فيحلف بالمصحف الشريف بأنه لم يرى شيئاً والذين معي بسيارتي والسيارة الأخرى رأوه ولكن يبدو أن كل شخص رآه بهيئة معينة. "
طبعاً ليس غريباً أن الشخص المتدين لم يرى شيئاً على الإطلاق لأنه كان في ترنم موجي آخر. فقد كان يسمي بالله ويتعوذ من الشيطان وما إلى ذلك مما يفعله المتدينون بمثل هذه الحالات، بمعنى أنهم لا يتأثرون بالعقل الجمعي للأحداث.
أما الرجل الذي خيل لهم رؤيته، وكل رآه بصورة مختلفة فهو أيضاً ليس من الجن، لأن الجن لا يتجسدون بثوب أبيض إلا إذا كانوا يريدون إضلال البشر بأنهم من الملائكة الأطهار.
وطبيعي أن من يرتدي قميصاً أبيضاً ممزقاً لا يمكن أن يكون ملاكاً بشكل من الأشكال كما أن الملائكة لا تتهجم على السيارة بقصد تحطيمها.
والواقع أن ما شاهدوه هو شبح أحد الموتى، والأشباح عموماً هي بالأساس عبارة عن شحنة فكرية طاقوية إنفعالية تنفلت من عقل الإنسان أثناء تعرضه للموت القهري (الموت العنيف) وهذه الشحنة تحتفظ في ذاكرتها بكل خصوصيات موتها وما يتعلق به من معلومات مسبقة، وهي إما أن تنفس عن مكبوتاتها عن طريق عقول بشرية (وخاصة عقول الأطفال الغضة) بحيث يشعر الطفل بالتالي بأن لديه ذكريات عن حياة سابقة ضمن شخصية مختلفة عن واقعه الحالي، وهي شخصية الضحية التي انفلتت منه هذه الشحنة، وإما أن تبقى هذه الشحنة في مكان انفلاتها من عقل صاحبها الأساسي، وتعيد تمثيل الحدث مكان حدوثه كشريط سينمائي، بحيث يرى بعض الناس الذين لديهم شفافية روحية بدرجة ما الحدث وهو يتجسد أمام أعينهم، فيقولون أنهم يروا أشباحاً تفعل كذا وكذا) ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل في حواري التلفزيوني عن البيوت المسكونة على محطة الأم بي سي.
أما عن رؤية الشبح المذكور بصور مختلفة حيث أن بعضهم شاهده بيد مقطوعة وشاهده الآخرون بكامل هيئته فذلك يوحي بأن الرجل قتل بهذا المكان بعدما دهسته سياره عابرة وبترت ساقه، لذلك فإن شبحه يتجسد بكلتا الحالتين، وسبب تهجمه على السيارة هو بدافع الثأر من السائق الذي أودى بحياته.
أما الخلل في السيارة فناتج عن الحالة النفسية التي أصيب بها الجميع، لأن الذعر بهذه الحالة يؤدي للارتباك وعدم القيام بما يلزم بالشكل الصحيح.
نبذة عن د.سليمان المدني
يحمل د. سليمان المدني (59 سنة) دبلوم دراسات عليا في الباراسيكولوجيا (ما وراء النفس) من كلية ولاية نيويورك ، ولديه من الخبرة 30 سنة حيث زاول العلاج بطريقة التنويم المغناطيسي واكتسب مع الوقت طرقاً للتمييز بين حالات المس الشيطاني والحالات النفسية الأخرى كما عالج ما يسمى بحالة "المس الشيطاني" بالتنويم المغناطيسي. وأصدر العديد من المؤلفات حول التنويم وتفسير الأحلام والتقمص وآخر مؤلفاته (الصيدلية الروحية) الصادر عن دار دمشق عام 2010 ويزود موقع ما وراء الطبيعة بخبرته في هذا المجال كخبير معتمد فيه.
ملاحظة
ما تقدم يعبرعن رأي خبير معتمد لدى موقع ما وراء الطبيعة له إختصاص محدد، بنى رأيه وفقاً لما توفر له من معطيات، ولكن هذا لا يعني أنه الرأي الوحيد فقد يكون لخبراء معتمدين آخرين رأي مختلف أو يناقض ما أتى ، إدارة الموقع ترحب بتنوع الآراء حيث تجد فيه أمراً صحياً وطبيعياً.
آخر تحليلات د.سليمان المدني
- رسالة من فتاة مقتولة
- إتصالات هاتفية مسكونة
- خمر وشيخ وقس
- دهليز الموت
آخر تحليلات د.سليمان المدني
- رسالة من فتاة مقتولة
- إتصالات هاتفية مسكونة
- خمر وشيخ وقس
- دهليز الموت
إقرأ أيضاً ....
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .