الاثنين، 29 يوليو 2013

الصخور المتحركة : حل اللغز

 دون سبب عملي مقنع ! صخور ثقيلة تتحرك وتخلف مسارات
إعداد : كمال غزال
الصخور المتحركة والتي تعرف أيضا بالصخور المنزلقة هي ظاهرة جيولوجية حيرت العلماء لمدة تزيد عن قرن ومؤخراً فقط جرى حل اللغز، وهي تحدث في منطقة Racetrack Playa وهي بحيرة جافة واقعة في جبال بانامنت Panamint في وادي الموت Death Vally في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

قد تزن بعض هذه الصخور أكثر من وزن انسان أو 320 كيلوغرام وتتحرك عبر تلك المنطقة مخلفة مسارات عميقة (عرضها 30 سنتمتر وعمقها 2.5 سنتمتر) دون وجود آثار للبشر أو الحيوانات تدل على السبب في تحركها ، وعملية الحركة تلك تحدث كل سنتين أو أكثر ومعظم المسارات التي تخلفها تدوم من 3 إلى أربع سنوات ، كما لوحظ أن مقدار خشونة قاع تلك الصخور يؤثر في شكل مساراتها فالصخور ذات القاع الخشن تخلف خطوطا أفقية أما الصخور ذات القاع الناعم تخلف مسارات منحنية ، يتراوح طول المسارات من 3 أمتار إلى 260 متر، على الرغم من أنه لم يسبق مشاهدتها وهي تتحرك أوصورت حركتها في فيلم أبداً ،كما لوحظ أن إتجاه مسارات الصخور ليست واحدة بل تأخذ باتجاهات متعددة !


فرضيات سابقة لتفسير الظاهرة
تم وضع الكثير من الفرضيات على مدى سنوات طويلة حول تلك الظاهرة تتراوح بين الظواهر الخارقة للعادة Supernatural إلى المعقد منها ، إلا أن الفرضية التي تتحدث عن أن قوة الرياح كسبب في حركة تلك الصخور تبقى الأقل قبولاً بين باقي الفرضيات في صورة التقطت عبر الأقمار الصناعية تبين منطقة وادي الموت والبحيرة الجافة التي اكتشفت الصخور المتحركة فيهاأوساط علماء الجيولوجيا، فحتى الرياح القوية في تلك المنطقة لن تستطيع زحزحة صخور ثقيلة الوزن لتلك المسافات الطويلة فالأرض تكون طينية ومبلولة بشكل كبير ، لذلك فقد اقترح فريق أخر من المهتمين والباحثين بدراسة تلك الظاهرة العجيبة أن سبب الحركة يعود إلى انه في الأجواء الباردة جدا ، وعندما يتجمد الماء المحيط بالصخور فإن تلك الكتل الحجرية تصبح حركتها سهلة أثناء هبوب العواصف القوية ، وبالرغم من ذلك فقد فشلت تلك النظرية في تفسير حركة صخور باتجاهات متعددة في نفس الوقت .وعليه فان كافة الفرضيات العلمية التي اقترحت لتفسير حل ذلك اللغز بقيت عاجزة.

حل اللغز
وبدا مؤخراً أن اللغز لقي حلاً مقنعاً جداً ، حيث يعتقد عالم جيولوجيا بوكالة 'ناسا' انه توصل أخيرا إلى حل اللغز. إذ يرى عالم الكواكب البروفيسور (رالف لورينز) أن الصخور تتغلف بالثلج في فصل الشتاء وعندما يذوب قاع البحيرة ويصبح طينيا فان الثلج يمكّن الصخور من أن تطفو على الطين ما يسهل على الرياح الصحراوية القوية أن تحركها من مكان لآخر. 

ويلخص البروفيسور لورينز نظريته في مقابلة مع مجلة سميثسونيان بقوله : " تتكون طبقة سميكة من الثلج حول الصخرة وعندما يتغير مستوى السائل فإن الصخرة تطفو فوق الطين. ويكون الثلج الذي يغلف الجزء السفلي من الصخرة نتوءا يحفر أثرا في الطين اللين " .

وحتى الآن لم يتمكن أي عالم من رصد الصخور وهي تتحرك. ومن المعتقد انه لم يتسن إطلاقا لأي شخص رؤية الصخور في حالة حركة ذاتية.

ويشير تقرير مجلة سمسثونيان إلى أن لورينزو توصل إلى نظريته اعتماداً على تجربة غاية في البساطة أجراها على طاولة مطبخه، حيث قام بتجميد صخرة صغيرة في مقدار وافر من الماء وترك جزءا صغيرا من الحجر ينتأ من طبقة الثلج ثم قام بقلب الحجر رأسا على عقب ووضعه في بركة صغيرة من الماء تحتوي على رمل في قاعها. وأتاح الثلج للصخرة أن تطفو ولكنها مع ذلك كان جزؤها الناتئ يلامس الرمل،  ووجد الدكتور لورنزو انه كان باستطاعته تحريك الصخرة بكل بساطة من خلال النفخ عليها برفق.

وكان بعض العلماء قد نظّروا بان كتلا هائلة من الجليد طوقت عدة صخور معا وحولتها إلى كتلة واحدة قبل أن تدفع بها عبر الصحراء. غير أن عمليات حسابية حديثة توصلت إلى أن قوة اندفاع الرياح ينبغي أن تكون بسرعة مئات الأميال في الساعة حتى تتمكن من دفع كتل الصخور بهذه الطريقة. وتشير نظرية لورينز إلى أن مجرد نسمة من الهواء تكفي لتحريك الصخور في ظل ظروف مواتية، لان الثلج يجعلها تطفو، الامر الذي يقلل من حدة الاحتكاك كثيرا.

وعلى الرغم من هذا التفسير الجديد لحركة الصخور المتنقلة، إلا أن حراس المنطقة يقولون إن العديد من الزوار ما زالوا يسبغون خصائص خرافية على هذه الصخور، حيث يزعمون أن القوة المغناطيسية والكائنات الغريبة وحقول الطاقة الغامضة تعمل على تحريك الصخور.بل إن بعض الزوار يعتقدون أن للصخور قوى سحرية.

وأوردت صحيفة لوس انجلس تايمز أن حرس الصيد بالمنطقة شرع في التحقيق في اختفاء العديد من الصخور.

وفي هذا الصدد قال المتحدث بالدينو في مقابلة مع الصحيفة : "  رصدنا العديد من الحالات التي يقوم فيها أشخاص بأخذ الصخور. إنهم لا يعلمون أن هذه الصخور تفقد قيمتها فور خروجها من وادي الموت" .

شاهد الفيديو

مصادر
اقرأ أيضا ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .