الأحد، 6 أبريل 2025

حقيقة مقابلة الأطفال مع مذيع متنكر بهيئة بافوميت

تحقيق: كمال غزال

انتشر مؤخراً على مواقع الإنترنت ومقاطع الفيديو رواية غريبة تدّعي أن برنامجاً تلفزيونياً بريطانياً مخصصاً للأطفال في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات شهد حادثة مروعة، ظهر فيها المذيع مرتدياً زي "بافوميت"، وهو رمز غامض يُرتبط غالباً بالشيطان والطقوس السحرية.


تفاصيل القصة كما رُويت

البرنامج كان يُعرض أسبوعياً ويهدف إلى تسلية العائلات، وكان المذيع يُغيّر مظهره في كل حلقة لتمثيل شخصية خيالية ممتعة. لكن في إحدى الحلقات، ظهر المذيع بهيئة مرعبة، مرتدياً زي "بافوميت"، ما شكّل مفاجأة غريبة ومزعجة.

في تلك الحلقة، تواجد عشرة أطفال في الاستوديو، وكان كل طفل يُؤخذ منفردًا ليقضي ثلاث دقائق مع المذيع دون أن يسمع أو يرى ما يجري مع الآخرين ، لكن بعد انتهاء كل جلسة، كان الطفل يظهر عليه اضطراب واضح: دوخة ، زغللة في الرؤية ، شعور بالخوف أو الألم وأحياناً صداع أو دموع في العين

وكانت كل هذه الأعراض تظهر فور خروج الطفل من جلسة الثلاث دقائق، بينما بقي المذيع صامتًا ويُخرج من عينيه ضوء غريب يُقال إنه هو ما سبب هذه الأعراض. المثير أن المذيع كان يحاول تلطيف الأجواء وإضفاء طابع هزلي على ما يحدث، لكن الأطفال كانوا في حالة خوف حقيقي.


نهاية الحلقة

في النهاية، جُمِع الأطفال العشرة في الاستوديو، وبدأ المذيع يتحدث بكلمات غير مفهومة، بلغة غريبة. عندها، بدأ الأطفال يرددون الكلمات نفسها وهم في حالة ذهول وجمود، ما جعل الأمر يبدو أشبه بطقس غامض وليس عرضًا للأطفال.


هل هذه القصة حقيقية ؟

لا يوجد أي دليل أو أرشيف يوثق عرض هذه الحلقة أو وجود هذا البرنامج بالمواصفات المذكورة ، لم تذكر أي وسيلة إعلام بريطانية، قديمة أو حديثة، هذه الواقعة.

القصة ظهرت فقط في بعض قنوات يوتيوب ومواقع مهتمة بالرعب والغموض،  وهي قصص رعب خيالية تنتشر عبر الإنترنت بغرض الترفيه أو إثارة الرعب.

علاوة على ذلك هناك أدلة على أن الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي 

- تشوهات في النص المكتوب (اللوحة الخلفية)

يظهر تشوه واضح في حرف B في كلمتي Being وBaphomet.


الذكاء الاصطناعي (خصوصًا النماذج التي تنتج الصور مثل Midjourney أو DALL·E) كثيرًا ما يُخطئ في كتابة النصوص، وينتج حروفًا غير متناسقة أو مشوهة — وهذا أمر شائع جدًا.


- تعابير الوجه غير الطبيعية

وجه "بافوميت" يبدو مصممًا برسوميات عالية الدقة، لكن عيونه وأسنانه وملمس الجلد لا تشبه أعمال المكياج الواقعية في التلفزيون الكلاسيكي بل أقرب إلى توليدات خوارزمية.

- الدمج غير الطبيعي بين الطفل والمذيع

لا يوجد تفاعل بصري أو واقعي بين الطفل و"بافوميت"، وكأن كل منهما ينتمي إلى صورة مختلفة، ثم تم دمجهما في مشهد واحد.

- الإضاءة والخلفية

الإضاءة العامة والظلال لا تتطابق بدقة — وهي مشكلة تظهر كثيراً في الصور المُنشأة بالذكاء الاصطناعي.


نبذة عن كمال غزال

باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".

إقرأ أيضاً ..

- ظاهرة الباريدوليا 

- شبح راهبة تصلي في باليرمو 

- شبح نافذة مكتب البريد 

- التفسيرات العلمية لظاهرة الأشباح 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .