تحليل : د. سليمان المدني |
تتلخص التجربة الواقعية الوجه الدامي لصاحبتها الآنسة أمل بأنها تشاجرت مع والدتها لسبب لم تذكره أدى إلى غيبتها عن الوعي بسبب ما تعرضت له من ضرب عنيف. وبعد ذلك بدأت بالعزلة والوحدة والانطواء.
وفي يوم ما وأثناء نومها دخلت عليها أختها فوجدت وجهها غارقاً بالدماء، مما أفزع الأخت حيث استيقظت صاحبة القصة لترى نفسها على هذه الحال فأغمي عليها من الصدمة. وبعدها راحت الأم تتنقل بها بين المشعوذين وأدعياء العلاج، حتى علقت بيدي من تصفه بالشيخ الذي مارس عليها التعميد الشيطاني بدم الحيوان بزعم أن هذا ما طلبه منه الجني.
وإذا ما حاولنا الدخول بتفاصيل القصة وتحليل كل نثرة فيها نرى الإبهام أولاً منذ البداية.. فكل والدة يمكن أن تتشاجر مع ابنتها لسبب أو لآخر.. ولكن أن نجد أما تستمر بضرب ابنتها حتى تصل بها إلى الإغماء دون أن تهتم بالنتيجة.. فهذا أمر يثير الكثير من التكهنات. لأن الأم لم تكتف فقط بإيصال ابنتها إلى حالة الغيبوبة نتيجة الضرب.. وإنما أهملتها دون أن تحاول إسعافها أو تفكر بعواقب ما أقدمت عليه ! وأعتقد أن هذه التصرفات من قبل الأم لا يمكن أن تحدث إلا إذا تعرض الأمر بالشرف وبالمقابل فإن الابنة انعزلت عن الآخرين لكي لا يناقشها أو يدينها أحد لفعلتها.
وطبعاً فإن الانطواء والعزلة في حالة كهذه يتيح للشيطان مدخلاً واسعاً، فأمامه ضحية مستسلمة لا تفكر إلا بالانتقام ، فأخذ يغذيها بالأفكار السوداوية والإجرامية والدموية وتحولت بدورها إلى دمية بيديه.
وعندما دخلت عليها أختها ووجدت وجهها مغرقاً بالدماء لم توضح لنا الراوية مصدر الدماء.. هل هو نزيف من الأنف مثلاً.. أو أن هناك تخدشات على الوجه كأن تكون الضحية خدشت وجهها بأظافرها نتيجة نوبة شيطانية تفقد معها الشعور بالألم.. (وهذا ما أرجحه).
المهم أنها تحولت بالتالي من أضحية بيد الشيطان إلى ألعوبة بيد أتباعه من الإنس أدعياء المعرفة، ولابد أن مسيرة أمها بها بالتنقل من مشعوذ إلى آخر كان جزء من الخطة الشيطانية التي توجها بالفعل بتعميد شيطاني واضح بالدم وبالمرحاض..!! وإذا ما استعدنا بذاكرتنا أساليب عبدة الشيطان وطقوسهم الدموية نستنتج أن ما قام به الشيخ هو من أقبح ما يقوم به السحرة الكبار (إقرأ عن العهد بين الساحروالشيطان) .
وطبعاً هناك أوصاف تجاهلتها الضحية في وصفها لما حدث.. فمثلاً :
- من الذي قام بذبح الديك الذي يفترض أن يكون لونه أسود ؟
- وهل ذبحه فوق رأسها أو بين قدميها ؟
والحقيقة أن هذه الطقوس تشترط أن يقوم بها الساحر نفسه (الشيخ المزعوم).. حيث دخل معها إلى المرحاض وأجلسها على أرضيته وهي عارية بالطبع وقام بذبح الديك فوق رأسها وبقي يرفعه بيده حتى نزفت كل دمائه فوق رأسها.. ثم قام بتلطيخ جسدها بالدماء بكفيه ليتخلل كل بقعة من جسدها وهو يتمتم بكلمات وطلسمات شيطانية.. إلخ..
وهنا انتهى دور الساحر وعمد أضحيته الطازجة على مذبح الشيطان.
وعليه فإن القصة لم تنتهي بل أنها بالكاد ابتدأت.. حيث تقول صاحبة القصة أنها تراودها أفكار الانتحار والهروب من المنزل.. وأنها تتعرض لحالات انهيار عصبي بين وقت وآخر.. ولذلك لابد من وقف الامتداد الشيطاني وفقاً لما يلي :
1- أن تذهب لرجل دين حقيقي.. وأنصحها بأن يكون بمرتبة أزهري على أقل تقدير.. وليس أي مدعي كان.
2- أن يكون لديها رغبة صادقة وحقيقية بالانسلاخ عن أفكار الشر والتوبة إلى الله عن كل ما فعلته.
3- قراءة القرآن الكريم الذي يهذب النفس ويطهر الروح ويتصدى لأفاعيل الشيطان كائنة ما كانت.
4- إيجاد حل عملي للمشكلة الأساسية التي جعلت الوالدة تضرب الضحية بهذا العنف (المفرط) الدموي إذا جاز التعبير.
نبذة عن د.سليمان المدني
يحمل د. سليمان المدني (58 سنة) دبلوم دراسات عليا في الباراسيكولوجيا (ما وراء النفس) من كلية ولاية نيويورك ، ولديه من الخبرة 30 سنة حيث زاول العلاج بطريقة التنويم المغناطيسي واكتسب مع الوقت طرقاً للتمييز بين حالات المس الشيطاني والحالات النفسية الأخرى كما عالج ما يسمى بحالة "المس الشيطاني" بالتنويم المغناطيسي. وأصدر العديد من المؤلفات حول التنويم وتفسير الأحلام والتقمص وآخر مؤلفاته (الصيدلية الروحية) الصادر عن دار دمشق عام 2010 ويزود موقع ما وراء الطبيعة بخبرته في هذا المجال كخبير معتمد فيه.
ملاحظة
ما تقدم يعبرعن رأي خبير معتمد لدى موقع ما وراء الطبيعة له إختصاص محدد، بنى رأيه وفقاً لما توفر له من معطيات، ولكن هذا لا يعني أنه الرأي الوحيد فقد يكون لخبراء معتمدين آخرين رأي مختلف أو يناقض ما أتى ، إدارة الموقع ترحب بتنوع الآراء حيث تجد فيه أمراً صحياً وطبيعياً.
إقرأ أيضاً ..
- العهد بين الساحر والشيطان
- طقوس التعذيب لدى عبدة الشيطان
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .