تحليل : د. سليمان المدني |
ماحدث للأخت دانية من السعودية من أحلام وأمنيات الطفولة في تجربتها كان قد حدث لكل منا، فما من طفل إلا ويتأثر بما يرى ويسمع في سن الطفولة، ويتمنى بينه وبين نفسه أن يكون بديلاً عن بطل القصة في مواقع منها.
ففي أعمارنا كنا نتأثر بأفلام هرقل وماشيستي وزورو وطرزان ..إلخ.. والأجيال التالية تأثرت بأفلام الكاراتيه بأنواعها، ومن ثم بأفلام الرعب (دراكولا..وسلسلته التي لم تنتهي حتى الآن). فما المشكلة بأن تتأثر طفلة في الثانية عشرة من عمرها بأمنية سمعت عنها الكثير من القصص..؟
ثم أنها تقول بأنها حاولت ممارسة تحضير الجن بدورة المياه.. ولكن بأسلوب طفولي لاتعرف فيه معنى قوة الإرادة والتركيز.. وكذلك لاتعرف مدى الخطورة التي قد تحدث لها فيما لو نجحت بتجاربها.
المهم أنها أخفت هذه الرغبة في أعماقها وكبرت معها تدريجياً.. حتى بلغت مرحلة باتت تسمع فيها صوتاً محدداً وعلى مدى سنة كاملة، وكان ذلك عندما بلغت السادسة عشرة من العمر.. بمعنى أنها تجاوزت مرحلة الطفولة وباتت تعي تماماً مايحدث. إضافة إلى أن استمرار سماعها لصوت الكرة الزجاجية التي تنط في البيت لمدة عام كامل لايمكن أن يكون حالة من الهلوسة بشكل من الأشكال.. وإلا لانتهى مفعول الهلوسة بعد ثلاث أو أربع مرات على الأكثر. إضافة لكونها كانت تحدثهم لأنها تشعر بثقة بأنهم موجودون معها.. وتطلب منهم إقامة علاقة صداقة بينها وبينهم.
ثم تجسد أول حضور لهم بصوت ضحكات كانت مركزها غرفة نوم أخوتها.. وعندما فتحت باب الغرفة وجدت أخويها يغطان في نوم عميق. ثم ازداد التجسد بفتح صنبور الماء لعدة مرات وإغلاقه من قبلهم لعدم وجود غيرها في المكان. وبعدها حادثة التلفاز الذي يعمل ثم يقفل لوحده. حتى كانت القهقهات العالية الصادرة من الصالون والتي سمعتها أختها بدورها. ثم أتت ظاهرة تحريك الأشياء..
ومن يعود إلى تفاصيل القصة الأصلية يشعر أنها ليست مجرد هلاوس عقلية، خاصة وأن الراوية قد نضجت وبلغت الثالثة والعشرين من العمر.. أي أنها تجاوزت مرحلة المراهقة وما يتبعها من هلاوس.
أما كونها لم تنفعل ولم تقشعر جلدة رأسها عندما كانت تشعر بوجودهم فالسبب عائد إلى اعتيادها واستعدادها النفسي لما هو أسوء من ذلك..
ولكن هل هنالك ما هو أسوأ ؟
طبعاً بكل تأكيد.. فما تعتبره صاحبة التجربة حملاناً وديعة تعمل على التواصل معهم.. ماهم في الحقيقية إلى ذئاب مفترسة يتسلون بها ويمدون لها الحبل حتى يلتف حولها من كل جانب، ثم تبلغ مرحلة لاتستطيع معها الإفلات من قبضتهم..
أختي الكريمة صاحبة التجربة
عالم الجن والشياطين ليس عالم لهو وتسلية، صحيح أن هناك جن طيبون ومؤمنون وعابدون ومتقون.. ولكن هذه الفئة منهم بعيدة عن عبث التواصل مع البشر إلا إذا كانوا مكلفين بذلك أما من يتواصل معك فليسوا من الفئة الطيبة كما تظنين.. أنت تحاولين فتح ثغرة بين عالمك وعالم الشياطين بكل مافيه من آثام ونتائج لاتحمد عقباها.. توقفي منذ الآن.. وبدأً من هذه الليلة.. واطلبي منهم بالحسنى أن يغادروا إلى غير رجعة.. أكدي عليهم.. إلى غير رجعة.. وستلاحظين فوراً أن أسلوب تعاملهم معك سيختلف.. ويتحولون إلى كائنات مشاغبة لايمكن احتمالها.. وطبعاً لن تتعرضي لأذى في البداية.. وإنما لتهديد ووعيد تعرفين من خلاله نوع الكائنات التي تستضيفينها في بيتك.. وستشعرين لأول مرة برائحة كريهة لم يسبق لك أن عرفتها..إنها رائحتهم التي يكتمونها عنك حتى الآن..
كل ما أتمناه أن تكتبي لنا غداً أحداث هذه الليلة..لنرشدك بعدها إلى طريق الخلاص النهائي. ...مع أمنياتي لك بالتوفيق.
نبذة عن د.سليمان المدني
يحمل د. سليمان المدني (58 سنة) دبلوم دراسات عليا في الباراسيكولوجيا (ما وراء النفس) من كلية ولاية نيويورك ، ولديه من الخبرة 30 سنة حيث زاول العلاج بطريقة التنويم المغناطيسي واكتسب مع الوقت طرقاً للتمييز بين حالات المس الشيطاني والحالات النفسية الأخرى كما عالج ما يسمى بحالة "المس الشيطاني" بالتنويم المغناطيسي. وأصدر العديد من المؤلفات حول التنويم وتفسير الأحلام والتقمص وآخر مؤلفاته (الصيدلية الروحية) الصادر عن دار دمشق عام 2010 ويزود موقع ما وراء الطبيعة بخبرته في هذا المجال كخبير معتمد فيه.
ملاحظة
ما تقدم يعبرعن رأي خبير معتمد لدى موقع ما وراء الطبيعة له إختصاص محدد، بنى رأيه وفقاً لما توفر له من معطيات، ولكن هذا لا يعني أنه الرأي الوحيد فقد يكون لخبراء معتمدين آخرين رأي مختلف أو يناقض ما أتى ، إدارة الموقع ترحب بتنوع الآراء حيث تجد فيه أمراً صحياً وطبيعياً.
الصديق التخيلي - كمال غزال
فكرة الصديق التخيلي Imaginery Friend هي أحد المواضيع التي تناولها علم النفس بالكثير من الدراسات وقد صنف على أنه أمر طبيعي قد يمر به بعض الأطفال فيخلقون عالمهم ويتحدثون مع شخصية غير موجود وحتى أنهم قد يعطونه اسماً وهو أمر لا يخرج من المألوف كما لا يعتبر خارجاً عن سلامة الصحة الذهنية للطفل بشهادة علم النفس بل على العكس تدل على إبداع خياله الخصب وحاجة لتعويض التواصل الإجتماعي الذي تفتقده البنت أو الابن ، ولكن إن استمرت الفكرة أبعد من ذلك لتصل سن المراهقة (أكثر من 12 سنة) فعندها تعتبر مرضاً في علم النفس وتستلزم العلاج. ولكن قد تؤدي هيمنة الفكرة إلى الإيحاء بأمور يتخيل سماعها أو ما يسمى هلاوس سمعية.
الصديق التخيلي - كمال غزال
فكرة الصديق التخيلي Imaginery Friend هي أحد المواضيع التي تناولها علم النفس بالكثير من الدراسات وقد صنف على أنه أمر طبيعي قد يمر به بعض الأطفال فيخلقون عالمهم ويتحدثون مع شخصية غير موجود وحتى أنهم قد يعطونه اسماً وهو أمر لا يخرج من المألوف كما لا يعتبر خارجاً عن سلامة الصحة الذهنية للطفل بشهادة علم النفس بل على العكس تدل على إبداع خياله الخصب وحاجة لتعويض التواصل الإجتماعي الذي تفتقده البنت أو الابن ، ولكن إن استمرت الفكرة أبعد من ذلك لتصل سن المراهقة (أكثر من 12 سنة) فعندها تعتبر مرضاً في علم النفس وتستلزم العلاج. ولكن قد تؤدي هيمنة الفكرة إلى الإيحاء بأمور يتخيل سماعها أو ما يسمى هلاوس سمعية.
آخر تحليلات د.سليمان المدني
- الوجه الدامي
- زائرة السرير
- الجاثي قرب درب الصحراء
- قرآن يتلى وصليب يهتز
- شرير يلاحق حياتي
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .