الجمعة، 12 نوفمبر 2021

صورة كيان ظلي في حوض الاسماك

أرسلت لنا السيدة ت.ب (38 سنة) من الأردن تستفسر عن صورة كانت قد التقطتها في عام 2010 من عدسة هاتفها النقال فيما كانت تقوم بجولة في متحف الأطفال الكائن في حدائق الملك عبد الله الثاني وذلك برفقة ابنتها الصغيرة ، حينها مضى على افتتاح المتحف فترة بسيطة ، وخلال الجولة وأثناء مرورهما أمام حوض للأسماك البحرية ارتأت بأخذ لقطة لها ولابنتها من أمام الحوض لكن ابنتها حاولت ترك المكان لعدم ارتياحها كما شعرت الأم ت.ب بجو ثقيل وبارد للغاية ومع ذلك جرى التقاط الصورة المبينة، فيما بعد وعندما عادوا إلى المنزل وخلال مراجعتها للصور على الهاتف النقال اصيبت بالدهشة لوجود ظل أسود حالك السواد يتوسطهما ويغطي أيضاً جزءاً من ابنتها الواقفة في الصورة ولم يكن هناك هذا الشيء في المكان فمن أين اتى ولماذا ظهر في الصورة فقط ؟!

احتفظت السيدة ت.ب بهذه الصورة لوقت طويل ، وقالت أنها لطالما نظرت إليها راغبة في تفسير وجود هذا " الكائن الظلي"  الذي لا يطمئن وجوده. وتسأل نفسها إن كانت صدفة أم في الأمر شيء من الماورائيات أو الأرواح  ، ولم يكن هذا الشيء فقط الذي يقلقها إذ لاحظت في خلف الحوض هناك ما يشبه إنعكاس لكيان فاتح قائم وواضح وعلى رأسه ما يشبه التاج أو نتوءات .


تحليل كمال غزال

الجسم الآخر - رجل يستند بيده اليسرى

لا أخفيكم بأنني كنت سعيد للغاية بأن شخصاً من العالم العربي حاول الإبلاغ بالدليل المصور عن شيء غريب ، لأن معظم هذه الأدلة تشاهد عادة في الغرب وتلقى اهتماما بالغأً من الصحافة أو على وسائل التواصل الاجتماعي. 

عندما شاركتني الصورة بدأت بتحليلها على الفور، وللأسف كانت دقة الصورة منخفضة 375x280 بيكسل ، مما يعني قلة في التفاصيل وحسب ملف الصورة فهي ملتقطة بكاميرا LG  بعدسة 35 ميلمتر ،  ومن خلال تكبير تفاصيلها عند  "لطخة الدخان السوداء تلك" وتطبيق مرشح للأضواء وزيادة قوة التباين اللوني بين درجات الظلال والأضواء لبيان حوافه بوضوح، ظهر لي أن الكيان الظلي الاسود له رأس مدبب وتقل كثافته في أعلاه مقارنة مع أسفله ولم أجد كما تجد في الصورة عند تحويلها لدرجات الرمادي زيادة التباين.  

وعندما نظرت عن قرب في الجسم الآخر الكائن خلف الحوض وجدت أنه رجل يلبس جاكيت فاتح اللون لكن عليه خط أسود وكان يسند يده اليسرى على زجاج الحوض من الجانب الآخر البعيد من الحوض أي خلف السيدة وابنتها وبدون أن يظهر رأسه في الصورة فيما كانت أصابعه المتباعدة بطريقة ما تبدو ظاهرياً كأنها نتوءات على رأس كيان آخر وهكذا وجدنا ماهية الكائن الثاني. والفراغان الهوائيان في راحة يده كانا يبدوان كعينين . 

ما كان يحيرني هو الكيان الظلي الاسود  أو لنقل تلك الكتلة الفاحمة وأسباب وجودها، وعلى فرض استبعاد أن يكون هناك تلاعب في الصورة (رغم توفر تطبيقات عدة تتيح إضافة مؤثرات "شبحية" على الصورة) لأنني بصراحة لم أجد دليلاًعلى التلاعب ، فأنا أحصر فرضيات التفسير ضمن ما يلي ولكم عزيزي القارئ أن تميل إلى ما تقتنع به: 


حواف الكيان الظلي بعد زيادة التباين في درجات الاضاءة

1-  كائن ظلي فعلي من عالم آخر

كنت قد تناولت الكائنات الظلية أوبما يعرف بالانجليزية Shadow People في مقالات عدة وفرضيات تفسير وجودها ، حتى أن هناك صور مشابهة لها أبلغ عنها محققو الظواهر في الأماكن التي توصف بأنها مسكونة بالأرواح أو لنقل الجن.  وأورد لكم هنا إحدى الصور التي التقطتها جولي مايرز في أحدى جولاتها في مكان مهجور ، لكن حضور هذا الكائن في هذا المكان الترفيهي يبقى مستهجن.  وبالفعل هناك الكثير من الحالات يبلغ فيها الأشخاص عن إحساس بشيء من الثقل في الهواء أو عدم الراحة تصل في بعض الأحيان للشعور بالغثيان ، كما يبلغ عن الإحساس ببقع باردة (تغير حراري مفاجئ) في اماكن حضور نشاط ماورائي أو كيانات ارواح وهذا ما حصل مع ما بلغت عنه السيدة ت.ب ،  وفي نفس الوقت هناك سبب معقول للبرودة التي يشعر بها كل من زار اماكن احواض الاسماك (الاكواريوم)  بسبب وجود الماء وأجهزة التكييف (يعطي جو من البرودة طبيعي).


لا شك أن " أصحاب الظلال " Shadow People ظاهرة تصنف تحت فئة الظواهر الخارقة أو الماورائية إذ يوصفون بأن لهم لون أسود شديد الظلمة ويأخذ معظمهم هيئة الصور الظلية من شخصيات البشر وفي نفس الوقت يكون من الصعب جداً ملاحظة أي ملامح لوجوههم ويمكن أن يكون لهم هيئة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد ويبدو معظمهم من الذكور وبقامات طويلة إلى حد ما كذلك بدا انهم يرتدون معطفاً طويلاً. وفي عدد من الحالات التي أبلغ عنها الشهود فيما بدا لهم أنهم يرتدي قبعة عريضة الحواف (وهذا هو السبب وراء تسمية بأصحاب الظل "رجل القبعة"). وفي قليل من الحالات قد يكون لهم شكل الأميبا (متغير الحواف) أو حتى الأشكال الهندسية ، وكانت هناك مشاهدات لأشكال تشبه الحيوانات كبيرة أو صغيرة. ولا تقتصر مشاهدة أصحاب الظل في الليل أو في داخل الغرف بل أنها قد تحدث كذلك في الخارج وفي وضح النهار ، وفي حالات نادرة أيضاً ذكر شهود بأنهم رأوهم بعيون حمراء متوهجة مثل ظاهرة رجل العثة Mothman.

صورة لكيان ظلي التقطتها حولي مايرز


 ويجدر بالذكر أن " أصحاب الظلال " هي إحدى الظواهر التي يصعب تسجيلها أو إلتقاط صور لها لأنهم يتحركون بسرعة كبيرة جداً لدى النظر إليهم ، كما أن العديد من الناس لن يحظى بأكثر من لمحة لصاحب الظل من خلال زاوية عينه ليكون بالتالي شاهداً على ما رآه. من المعروف عن أصحاب الظلال أنهم يحدقون ويرون الشخص ولدى علمهم بأنهم لوحظوا يختفون من خلال التلاشي أو المشي أو الإنسلال عبر جدار، إذ يبدو أن قوانين الفيزياء لا تنطبق عليهم من خلال عبورهم الأجسام الصلبة وكذلك أبلغ عدد من الناس رؤيتهم لها على الأسطح العاكسة كالمرايا.


- وفقاً لشهادات الناس يوجد أصحاب الظل في المنازل وكذلك في الغابات وتعتبر معظم هذه الكيانات غير مؤذية على الرغم من ان بعض الشهود قد شعر بـ "الإختناق" عند حدوث تلك الظاهرة مما يدعم نظرية الشياطين حيث تأتي بصورة غير ودية وكأنها تضمر الشر للناس. وقد تكون أيضاً مجرد حالة ذعر مرضي Paranoia بالنسبة لعدد من الشهود ، ويجدر بالذكر أن العديد من الشهود يحس بمشاعر غضب وكراهية آتية من تلك الكيانات المظلمة.


2- ظروف الإضاءة والتصوير 

نشر أحد الأشخاص على موقع ( كلو تي في ) KlewTV.com تفسيرات مهمة لكيفية ظهور الأطياف في الصور التي يزعم أنها تخص أشباحاً و رغم أن هذه التفسيرات غير كافية لتفسير جميع صور الأشباح إلا أنها تفسيرات علمية بصرية تتعلق بظروف المشهد المصور (إضاءة وظروف مناخية) أو الكاميرا (فلاش وعدسة وفيلم).


فالبقعة الحالكة أو الظلية في الصورة هي نتيجة لإنخفاض الإضاءة في المشهد (الإضاءة المحيطية Ambient Light) ولإنفتاح حظار العدسة لمدة طويلة تترافق مع إنتقال جزئي للجسم من أمام العدسة .استغرقت فترة التعرض في هذه الصورة إلى 5 ثوان بينما كان الجسم (موضوع شبح في الصورة) يتحرك لفترة حوالي 4 ثوان من أمام العدسة مع وجود قليل من الضوء على واجهة موضوع الصورة أو الجسم.


ويقول مدير جمعية التحقيق في الظواهر الغامضة براد سكوت أنه يمكن تفسير معظم تلك الصور، فحوالي 90 بالمئة منها تملك تفسيرات منطقية لكل شيئ يحصل، لكن ما نبحث فيه هو تلك النسبة التي لا تتجاوز 10% تقريباً من الصور. ويصرح أحد النقاد أن الإنسان لديه ميل طبيعي للبحث عن "وجوه" في النماذج العشوائية. وتقول فيكي هايد من جمعية المتشككين في نيوزيلندا أنه يمكن تفسير تلك الصور بسهولة فمعظم اللقطات تحتوي على نيران ودخان وضباب وتكون مخادعة بشكل نظن أنها أشباح. تخلق مثل تلك العوامل ظروف تصوير غير واضحة وتنتج نوعاً من النماذج (الأشكال) التي نسعى لإعطائها تفسيراً يحمل معنى، ومما لا يدع الشك أن الشكل البشري هو النموذج الذي يحمل أقوى معنى بالنسبة لنا. فأن تشكل أمامنا كرتين بجانب بعضهما فإننا سنميل تلقائياً إلى إدراكهما كعينين في وجه. يحذر السيد سكوت فيقول:"إن قال أحدهم أن تلك الصورة غريبة أو فيها شبح علينا أن نخضعها للدراسة والتمحيص ولا أن ننجر لتصديقها بسهولة". ففي إحدى الصور التي التقطت في عام 1966 والتي تظهر امرأة وحفيدها ذو العشر أشهر ذعرت العائلة لملاحظتها رأس رجل مع نظرة شريرة كان موجوداً في سلة خلفهما. لكن كل مسببات الخوف تلاشت عندما أدركوا أن الرأس لم يكن إلا جاك نيكلسون بصورته المنشورة في مجلة مطوية وموضوعة في سلة خلفهما وهو بوستر للفيلم المرعب Shining الذي شارك في تمثيله. كانت الصورة الرابحة في النسخة البريطانية من المسابقة هي صورة الشبح الظاهر خارج قلعة اسكتلندية والتي تم التقاطها في شهر مايو عام 2008.


الخلاصة

أياً كان السبب وراء ظهور الكيان الظلي في الصورة ، فالاهم بالنسبة إلي هو أن لا ينقلب إهتمام السيدة ت.ب بما قيل عن تحليل الصورة إلى قلق أومخاوف قد تتسبب بهواجس نفسية هي في غنى عنها ، لذلك نصحتها بأن التفكير بهم يخلقهم ، فقوة اعتقادك بشيء يؤثر عليك أو يمنح هذا الشيء سلطة عليك فلا تكن أسيراً له، فالافضل لها أن تتجاهل وتمضي في حياتها ومشاغلها لأنها أهم بالتأكيد ، إقرأ عن سبل الخلاص من الظل الأسود .


إقرأ أيضاً ...

- أصحاب الظل - فرضيات التفسير

- صور الأشباح : متى نصدق ما نراه ؟

- تفسيران لظهور الأشباح في الصور 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .