الخميس، 13 يناير 2022

تجسد وجه غريب على منشفة طفل رضيع

إعداد : كمال غزال
تلقينا من إحدى المتابعات لصفحتنا على فيسبوك، صفحة  موقع ما وراء الطبيعة parabia.com صورة التقطتها صديقة لها بينما كانت في مستشفى بعد إنجاب طفلتها بحوالي 48 ساعة في مدينة عمان - الأردن ، وبعد أن اُستخدمت منشفة صفراء موضحة في الصورة لمسح جسم الرضيعة من الاوساخ ومن ثم غسلها وتعليقها بالحمام ، تشكل ما يشبه هيئة  وجه واضح على المنشفة ، مما أثار فضولها فالتقطت صورة.

فما الذي يحمله تجسد هذا الوجه الغريب ؟ هل هي رسالة ما يجب فك رمزها أو إشارة على شيء متصل بالرضيعة ؟ الأمر بدأ يثير شكوكها خصوصاً أنه واضح الملامح وأشبه بهيئة المخلوقات الفضائية الرائجة في الثقافة الشعبية. 



تحليل كمال غزال

عندما نريد مناقشة دليل ما ، علينا أولاً أن نخضعه للأسباب المنطقية والطبيعية أو الفيزيائية ، قبل القفز إلى أسباب غير طبيعية أو ماورائية أو من خارج إدراك لعالمنا المحسوس، وهذا هو المنهج السليم . 

عقل الإنسان بشكل طبيعي يميل إلى تفسير النماذج ، سواء أكانت صوراً أم أصواتاً يتلقاه في حواسه ، وأكثر النماذج جذباً لتفكيره تلك التي تتمحور حول الوجوه ، فقد يرى وجهاً في تشكلية من غيوم السماء ، أو في رواسب فنجان القهوة أو في خبز التحميص ، وهذا التحيز لتفسير النماذج نسميه بظاهرة عقلية طبيبعية موجودة عندنا كلنا تسمى الباريدوليا ، وموقع ما وراء الطبيعة سبق أن نشر عنها وخصص مكتبة وألبوم صور كأدلة . 

وفي الظروف العادية ، يوفر (الباريدوليا) تفسيراً نفسياً لكثير من الأوهام المستندة على الإدراك الحسي ، وعلى سبيل المثال ، فإنه يفسر الكثير من مشاهدات اليوفو ، وأيضاً سماع رسائل تشاؤمية عند إعادة تشغيل الرسائل المسجلة على الهاتف ، كما أنه يفسر مشاهدة وحش بحيرة لوخ نيس وأيضاً يفسر العديد من الرؤى الدينية (كلمة الله.. محمد الرسول.. يسوع المسيح.. السيدة العذراء .. ..الخ )  ، ويفسر السبب الذي يكمن في مشاهدة بعض الناس لوجوه أو مباني في الصور الملتقطة لمنطقة "السيدونيا " في كوكب المريخ والذي هو مجرد هضبة ولكن بسبب إنعكاس الاضواء أصبحنا نفسرها كوجه.

- وفي ظل الظروف السريرية (الإكلينيكية) ، فإن بعض علماء النفس يشجعون ممارسة (الباريدوليا) كوسيلة لفهم المرضى ، على سبيل المثال ، اختبار بقعة حبر رورشاخ (هي بقع من الحبر السائل تنثر على الورق ومن ثم تطوى الورقة لكي نحصل على شكل مختلف ومتناظر ، فيختلف البشر في تفسيره ما يرونه ولكن قد تكشف شيئاًعن تصوراتهم وأفكارهم وربما تعكس شخصيتهم).

- وقد زعم عالم الفلك (كارل ساجان) أن ميل الإنسان لرؤية وجوه في الكعك والغيوم وكعك القرفة وما شابه ذلك هو سمة تطورية ، حيث كتب قالاً: " في اللحظة التي يتمكن فيها الطفل الوليد من الرؤية يبدأ مباشرة في التعرف إلى الوجوه ، ونحن نعلم أن هذه المهارة هي راسخة ومتجذرة في عقولنا منذ نعومة أظفارنا ، برغم أن أولئك الأطفال الرضع الذين عاشوا منذ مليون سنة مضت لم يتمكنوا من التعرف على الوجوه وكانوا لا يبتسمون لها ، وكانوا أيضاً أقل عرضة لكسب قلوب والديهم ، وأقل احتمالا للنجاح ، وفي هذه الأيام فإن كل الأطفال الرضع تقريباً لديهم سرعة في تحديد الوجوه البشرية ، والاستجابة للابتسامات الحنونة" -  كارل ساجان (1945-1995).


ومع هذا ..هناك من  يقول لك أنه لا يوجد أمر في الكون يحصل بمحض الصدفة تماماً ولا بد أن هناك سبب ما وراءه ، أي لا بد أن هناك أمراً ما جعل الوجه يتجسد ، فما هو ؟ لن أستطيع الإجابة عن هذا السؤال وسأقول : الله أعلم،  ولكن نفسر بما لدينا من خبرة وما توصل إليه علم النفس والأعصاب في هذا الخصوص وهو الأقرب للمنهجية العلمية على الأقل. 


إقرأ أيضاً ..

- ظاهرة الباريدوليا 

- شبح راهبة تصلي في باليرمو 

- شبح نافذة مكتب البريد 

- التفسيرات العلمية لظاهرة الأشباح 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .