الخميس، 15 مايو 2025

صورة شبح العروس في المستشفى

إعداد : كمال غزال

نروي لكم واقعة شهدت تحول "صورة وداعية" إلى لغز حيّر الأطباء ووجدت فيها العائلة معجزة، حينها توجه الشاب كريس ليدبيتر (20 عاماً) في صيف عام 2014 لزيارة جده بوب لارج في مستشفى Countess of Chester ببريطانيا، بعد أن أُبلغت العائلة بأن أيامه أصبحت معدودة بسبب إصابته بسرطان المثانة والفشل الكلوي.

وفي جو مشحون بالعواطف، وبينما كان القس المحلي يقيم صلاة خاصة عند سرير بوب، قرر كريس أن يلتقط صورة "أخيرة" بهاتفه المحمول، يحتفظ بها كذكرى ، لكنه لم يكن يعلم أن تلك الصورة ستنقلب إلى لغز حيّر الجميع.


 الشبح الذي ظهر في الصورة

عند مراجعة الصور بعد عودته من إجازة، لاحظ كريس شيئاً مرعباً: خلف جده، وفي زاوية الغرفة، ظهرت هيئة امرأة شابة ترتدي ثوباً أبيضاً شفافاً، أشبه بعروس قديمة أو شبح لطيف. شعرها طويل وأشقر، وملامحها غامضة لكنها غير مخيفة.

قال كريس : " شعرت بالقشعريرة في كامل جسدي "  وأضاف : " ذهبت فوراً لإيقاظ عائلتي، لم يصدق أحد أعينهم " ، آنذاك رد طاقم المستشفى: " نعرفها جيداً " وذلك حين عرض كريس الصورة على ممرضي قسم Ward 44، لم يُفاجأوا. بل بادر مدير القسم بالقول : " أوه، هذه... كثير من المرضى يرونها عند أسرتهم." ، ووصفها بدقة: فتاة شقراء، بثوب أبيض، تظهر قرب المرضى في حالات حرجة.

المعجزة: شفاء بوب غير المتوقع

رغم التشخيص النهائي، تحسن بوب بشكل ملحوظ بعد التقاط الصورة. تماثل للشفاء وخرج من المستشفى لاحقاً. الغريب أنه قال: " كنت دائماً أشعر بوجودها... لكن هذه أول مرة أراها بعيني. أعتقد أنها ملاكي الحارس. " ، كما أكدت زوجته شايلا أن بوب نام تلك الليلة نوماً عميقاً لأول مرة منذ شهور.


فوق أطلال "مستشفى المجانين" 

تكمن المفارقة أن مستشفى Countess of Chester بُني فوق موقع مصحة تشيشاير County Lunatic Asylum التي افتتحت عام 1829 بموجب قانون المصحات ، بدأت بـ 90 سريراً (على حصير من القش)، لكنها توسعت لاحقاً لتضم أكثر من 900 مريض بحلول عام 1900 ، وتم تحويل الموقع إلى مستشفى عام 1968، ثم أُطلق عليه اسم Countess of Chester Hospital عام 1984 تكريماً للأميرة ديانا ، تاريخ المكان المشبع بالمعاناة، وارتباطه بعلاج الأمراض العقلية، يجعلان من السهل تفهّم تعلق الأساطير والأرواح بهذا الفضاء.

التفسيرات العلمية

رغم جمال القصة إنسانياً، فهناك عدة تفسيرات عقلانية :

- انعكاسات زجاجية: رغم نفي العائلة لوجود أسطح عاكسة، يبقى احتمال الانعكاس (من شاشة، باب زجاجي، أو حتى انعكاس داخلي للعدسة) وارداً.

- العدسات الرقمية: ظاهرة Ghosting في عدسات الهواتف المحمولة قد تخلق أشكالاً تشبه "الأشباح" في ظروف معينة.  إقرأ عن أمثلة لظهور أشباح في الصور وتفسيرها

- العامل النفسي/Placebo: اقتناع بوب بوجود "ملاك" بجانبه عزز مناعته وساهم في تعافيه النفسي والجسدي (ظاهرة موثقة في الطب النفسي تعرف بـ تأثير البلاسيبو).


بين الحقيقة والإيمان

هل كانت تلك المرأة شبحاً من الماضي ؟ انعكاساً بصرياً ؟ أم تجسيداً لحاجة إنسان يحتضر إلى رمز للأمل ؟ العلم قد يجد تفسيراً للصور... لكنه لا يستطيع دوماً تفسير الأثر العاطفي الذي تتركه في النفوس.

سواء أكانت واقعية أم خيالية، هذه القصة تلخص العلاقة العميقة بين الإنسان والمجهول، بين الخوف من النهاية والحاجة إلى الإيمان بأننا لسنا وحدنا.


إقرأ أيضاً ..

- مثالان لتفسير ظهور الأشباح في الصور

- الإستشفاء بين تأثير الأرواح وقوة الإيحاء

- صور الأشباح: متى نصدق ما نرى ؟

- شبح يقرأ في متجر للكتب في لندن

- صورة شبح نافذة مكتب البريد

- ما هي حقيقة الأشباح في ظل عدم وجود دليل مادي ؟

- الملاك الحارس

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .