السبت، 21 يونيو 2025

سر كرة بيتز الغامضة

إعداد : كمال غزال
في ربيع عام 1974، وبين أطلال حريق شبّ في غابة خاصة بجزيرة فورت جورج في ولاية فلوريدا، عثرت عائلة أمريكية تُدعى بيتز Betz على جسم معدني كروي لامع. ما بدا في البداية وكأنه قطعة خردة أو عمل فني، سرعان ما تحول إلى لغز حير العلماء وأشعل الصحف، وبقي دون تفسير نهائي لعقود.

قصة الاكتشاف: كرة تتحرك… وتصدر أصواتاً !
كانت الكرة بحجم كرة البولينغ تقريباً ، قطرها 20 سم، ووزنها نحو 10 كجم، مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، ناعمة الملمس ولامعة السطح، دون أي شقوق أو علامات.

لكن الغرابة لم تبدأ إلا حين أُحضرت الكرة إلى منزل العائلة:

- بدأت تتحرك من تلقاء نفسها على الأرض.

- كانت تغير اتجاهها فجأة دون أن تصطدم بشيء.

- أصدرت أصوات طنين غريبة متزامنة مع العزف على الغيتار.

- بدا وكأن لها نوعاً من الوعي، ما جعل العائلة تصفها بأنها "حية".

- الأغرب أن كلب العائلة كان يصرخ ويغطي أذنيه عندما تقترب الكرة، مما زاد الأمر غموضاً.

زخم إعلامي وتحقيقات علمية: هل هي من الفضاء ؟
مع تصاعد القصص، اجتاحت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أخبار الكرة، وأصبحت موضع جدل بين علماء، صحفيين، ومهووسين بالظواهر الخارقة.

فحوصات البحرية الأمريكية
فحصت الكرة في قاعدة مايبورت البحرية وتبين أنها مصنوعة من فولاذ 431 المعروف في الصناعات الأرضية وأظهرت تجاويف داخلية غامضة عند تصويرها بالأشعة السينية ، ولم تُكتشف أي إشعاعات، أجهزة إلكترونية، أو تقنيات غير مألوفة.

اختبارات أخرى
علماء من جامعة لويزيانا ومنظمة أبحاث الظواهر الغامضة (APRO) فحصوها أيضاً ، البعض زعم وجود موجات راديوية وحقل مغناطيسي صادر عنها ، فحصها أيضاً بنفسه العالم الشهير ج. آلن هاينك الخبير في ظواهر الأطباق الطائرة (الأجسام الطائرة المجهولة UFOs )  ولم يجد فيها شيئاً غير عادي.

التفسيرات المحتملة: بين العلم والخيال
توالت الفرضيات، وتراوحت بين المنطق العلمي والاعتقادات الخارقة. إليك أبرزها:

- كرة صمام صناعي: مطابقة من حيث الوزن والمعدن لما يُستخدم في مصانع الورق أو الغلايات.
- قطعة من عمل فني فُقد : نحات ادعى فقدان كرات مشابهة في المنطقة عام 1971.
- جهاز تجسس أو سلاح : مزاعم بوجود مواد نووية بداخلها ، لكن لا دليل على ذلك.
- جسم من أصل فضائي : حركات غريبة، طنين، تجاويف… هل هي مسبار ذكي ؟ لكنها فرضية مستبعدة علمياً. 
مجرد وهم بصري: مركز ثقل منحرف، وأرضية مائلة تخلق خداعاً بالحركة، وهو سبب مثبت ومنطقي.

التفسير الأقرب للعلماء هو أنها كرة صناعية تائهة، إما من مصنع أو مشروع فني، وكل الظواهر يمكن تفسيرها بمزيج من الفيزياء والتهويل الإعلامي.

وأين الكرة الآن ؟ هل اختفت ؟
بعد عام 1975، قررت عائلة بيتز الانسحاب من الأضواء بعد أن أصبحت حياتها مرهقة بسبب اهتمام الإعلام والغرباء ، أعيدت الكرة إلى العائلة بعد الفحوصات ، ولا توجد معلومات رسمية عن عرضها أو بيعها.

ويُعتقد أنها ما تزال في حوزة العائلة أو أحد الورثة ، ولم تُعرض علناً منذ عقود ، حاولت برامج بودكاست مثل Odd Ball تتبع مصيرها، دون جدوى مما جعل البعض يتساءل: هل ما زال هناك سرّ ما يُخفى ؟

هل ما زالت غامضة ؟
العلم قدّم تفسيرات منطقية، لكن غموض القصة لم يُمحَ تماماً، ربما لأن الكرة لم تُشرح بالكامل أمام العلن واختفاؤها أضفى مسحة من "السر" ـ ولأن توقيت القصة كان في عصر هيمنة ثقافة يوفو UFO مما ساهم في تعظيمها ، إن كانت الكرة "فولاذاً صناعي" فقط، فلماذا ما زلنا نذكرها حتى اليوم ؟

بين العلم والأسطورة
قد تكون كرة بيتز مجرد قطعة صمّام قديم ضلّ طريقه... أو قد تكون أكثر من ذلك ، لكن ما يجعلها خالدة في الذاكرة ليس مكوناتها، بل الأسئلة التي فتحتها، والانبهار الإنساني أمام كل ما لا نعرفه بعد ، فحتى وإن حُلّ اللغز تقنياً، يبقى غموض القصة عالقاً في وعينا الجماعي... كأثرٍ من حكاية لم تكتمل فصولها بعد.

إقرأ أيضاً ...
- جمجمة ستارتشايلد : جنس أرضي أم هجين خارجي ؟
- هل تلقى إنسان نياندرتال طلقاُ نارياً من مسافر في الزمن ؟
- حقيقة أهرامات الزجاج في مثلث برمودا 
- الادلة المزيفة وأهدافها 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .